.مُياي
أغمض عينيك قليلًا واستمع لهذا الصوت الخفي، دقق، نعم إنه يقترب، همساته تضوي الآن....مُياي..." تداوت الصراخات".
سليم شاب في العشرينات، التحق بكلية الهندسة بعد أن أنهى الثانوية العامة، شغوف بكل ما هو غامض، شخصيته بين أصدقائه تحمل مزيج من التناقض لم يفهمه أحد، حديث العهد بالقراءة وفي يوم أتى إليه صديقه بكتاب غريب، صفحاته ذابلة بعض الشيء ولكن غلافه قوي للحد الذي يجعلك تظن أنه ليس من صنع بشر، أخذ سليم الكتاب وكان متحمس لقراءته؛ وفي نفس الوقت يفكر من أين أتى صديقه بهذا الكتاب؟ هو سأله بالفعل ولكنه في كل مرة كان يماطل بالإجابة وينهي الحوار سريعًا ويذهب.
عاد سليم للبيت بعد يوم مليء بالمحاضرات، هو مُتعب ولكن ذلك ليس سبب، نعم يا سادة سيقرأ الكتاب.
فتح أحد الصفحات الأولى وبدأ بالقراءة" ً..........- كلمات ليست مفهومة- ...... أنت الآن أسير تلك البقعة السوداء في منتصف رأسك، أنفاسك أنا أمتلكها الآن، نحن حراس الماضي وسفراء الحاضر وملوك المستقبل، ........."
لم يتمكن من قراءة المزيد؛ فقد نادته أمه لتناول العشاء وبعدها كان متعب للغاية فخلد للنوم، لم ينتهِ الأمر ها هنا، كانت تلك الليلة من أسوأ الليالي التي قضاها سليم، أو لم تكن الأسوأ بل كانت بدايتهم فحسب.
أعتقد أنكم توقعتم ما حدث؛ نعم إنه الجاثوم، وليس أي جاثوم؛ فتلك الترنيمات التي قرأها كانت كفيلة بإحضار ملوكهم، عانى طوال الليل، ولم ينفك الحصار إلا عند أذان الفجر، استيقظ ليبدأ يومه وعلى علم أنه بكلية الهندسة ولديه درجة عالية من العلم، برر ما أن حدث الإفراط في تناول الطعام قبل النوم، والجدير بالذكر أنه لم يذكر أي شيء عما قرأه بذلك الكتاب، حتى أنه لم يذكر أين وضعه بعد ذلك، لكن الأكيد أن مُياي لم ينته تأثيره عند ذلك، يا تُرى ما الذي يخبئه القدر لسليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق